«سي إن إن»: الاحتباس الحراري وراء تحرّك أضخم جبال الجليد نحو بريطانيا
«سي إن إن»: الاحتباس الحراري وراء تحرّك أضخم جبال الجليد نحو بريطانيا
يقترب أكبر جبل جليدي في العالم، المعروف باسم "أيه 23 أيه"، من جزيرة جورجيا الجنوبية البريطانية في المحيط الأطلسي بعد أن كان عالقًا في بحر ويديل لأكثر من 30 عامًا، وكان الجبل الجليدي قد انفصل عن رف فيلشنر-روني الجليدي في القارة القطبية الجنوبية في عام 1986، وظل عالقًا في قاع البحر حتى تحرك بفعل التيارات البحرية.
ووفقا لتقرير نشرته "سي إن إن"، الجمعة، بعد أشهر من التوقف، بدأ الجبل الجليدي بالتحرك نحو جزيرة جورجيا الجنوبية، وهي إقليم بريطاني يقع في جنوب المحيط الأطلسي.
وقال عالم المحيطات أندرو ميجيرز، من المسح البريطاني للقارة القطبية الجنوبية، إن الجبل الجليدي لا يتحرك بشكل مباشر نحو الجزيرة في الوقت الراهن، ولكنه في مسار غير مستقر وقد يصل إلى الجزيرة قريبًا.
وأضاف أن التيارات البحرية قد تدفعه في الاتجاه نفسه خلال فترة زمنية قصيرة، وفي السياق ذاته، أشار الكابتن سيمون والاس إلى أن الجبال الجليدية تشكل خطراً على السفن، وقد يظل الجبل الجليدي أكبر تهديد لمنطقة جورجيا الجنوبية.
قياسات الجبل الجليدي
بحسب القياسات الصادرة عن المركز الوطني للجليد في الولايات المتحدة، يمتد الجبل الجليدي "أيه 23 أي" على مساحة 3672 كيلومترًا مربعًا، أي ما يعادل تقريبًا ضعف حجم مدينة لندن أو أقل بقليل من ولاية رود آيلاند الأمريكية، وقد تم رصد هذا الجبل الجليدي عن كثب منذ انفصاله عن الجرف الجليدي في عام 1986، وعلى الرغم من تقلباته العديدة، لا يزال الجبل الجليدي يحتفظ بهيكله الكبير حتى الآن.
يشير ميجيرز إلى أن الجبل الجليدي إذا استمر في تحركه نحو جزيرة جورجيا الجنوبية، فقد يعيق وصول الحيوانات البرية، خاصة الفقمات والبطاريق، إلى مناطق التغذية الحيوية.
ويُعتبر هذا الجبل الجليدي جزءًا من الدورة الطبيعية لنمو الجرف الجليدي، لكن العلماء أبدوا قلقًا بشأن تأثير التغيرات المناخية على القارة القطبية الجنوبية.
الآثار المحتملة على الحياة البرية
تتمتع جزيرة جورجيا الجنوبية بتنوع بيولوجي غني وتعتبر من أهم المحميات البحرية في العالم، ومن جانبه، أشار مارك بلشير، مدير مصايد الأسماك والبيئة لحكومة جورجيا الجنوبية، إلى أن الجبل الجليدي قد يتسبب في مشاكل للشحن والسفن التجارية في المنطقة.
وعلى الرغم من ذلك، استبعد بلشير حدوث تأثيرات خطيرة على الحياة البرية، قائلاً إن الأضرار المحتملة ستكون "مؤقتة" ومحدودة في نطاقها.
التغيرات المناخية وتأثيراتها
تعتبر حركة هذا الجبل الجليدي جزءًا من الظواهر الطبيعية في القارة القطبية الجنوبية، لكنه يأتي في وقت يزداد فيه القلق بشأن التغيرات المناخية.
ويؤدي الاحتباس الحراري إلى ذوبان الجليد وزيادة حجم الجبال الجليدية المتحركة، مما قد يؤدي إلى ارتفاع مستوى سطح البحر عالميًا بشكل مقلق.